بيانات
بيان حول الحملة التي تشن على القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
بيـــــــــــــان
للجمعية التونسية للعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمّة المساجد
تونس في 26 أفريل 2016
تعيش البلاد على وقع الحملة الهيستيرية تُشنّ على أعظم مقدّس من مقدّسات الشعب التونسي المسلم “القرآن الكريم”، ووصفه بأنّه (مرجع للإرهاب والقتل والتكفير لا يمكن تحفيظه لأبنائنا)، الصادرة عن صنّاع التطرّف الفكري الذين دأبوا على تناول مقدّسات الإسلام بالطعن والتشويه وتحريف أحكام الشريعة الإسلامية، في تحالف مشبوه مع بعض المؤسّسات الإعلامية التي فتحت أبوابها لهم ولكلّ من يعمل على بثّ الرذيلة.
وإنّ الأمر لفي غاية الخطورة؛ إذ من شأنه أن يُدخل البلبلة في البلاد ويصرف أنظار الشعب التونسي عن قضاياه الأساسية؛
ولذا؛ فإنّ الجمعية التونسية للعلوم الشرعية والجمعية التونسية لأئمّة المساجد:
ـ تعتبران أنّ التطرّف الفكري الذي يستهدف معتقدات النّاس ومقدّساتهم لا يقلّ خطورة عن التطرّف الدّيني الذي يستهدف الأنفس والأموال؛ إذ كلاهما يغذّي الآخر ويشكّلان معا جبهة واحدة لإحداث الفتنة داخل المجتمع التونسي، وزعزعة تماسك وحدته وتغذية التطرّف الديني.
ـ وتستنكران توظيف بعض وسائل الإعلام لخدمة “التطرّف الفكري” للطّعن في القرآن وانتهاك المقدّسات الإسلامية وإثارة مشاعر التونسيين تحت دعوى حرية الرّأي والتعبير.
ـ وتثمّنان تصدّي المجتمع التونسي المسلم لهذه الهجمة الشرسة.
ـ وتعتبران أنّ من حقّ هذا الجيل تربية أبنائه على تعاليم الإسلام السمحة وعلى حفظ القرآن الكريم، وتدبّر معانيه السامية.
وتدعو الجمعيتان كلّ الجهات المسؤولة في البلاد إلى:
ـ تحميل وسائل الإعلام التي تروّج للتطرّف الفكري المعادي لمقوّمات هويّة الشعب التونسي عامّة وللقرآن الكريم خاصّة، مسؤوليته القانونية.
ـ اتخاذ الإجراءات القانونية ضدّ وسائل الإعلام التي تروّج للشذوذ الجنسي المجرّم في الفصل 230 من المجلّة الجنائية،
ـ وضع القوانين التي تجرّم النيل من المقدّسات الإسلامية تطبيقا لأحكام الفصل السادس من الدستور الذي ينصّ على أنّ الدولة راعية للدين، وعلى التزامها بحماية المقدّسات ومنع النيل منها،
ـ وضع التشاريع التي تضمن إدراج تحفيظ القرآن الكريم في مختلف مراحل التعليم،
ـ قيام الدولة على دعم جهود تحفيظ القرآن الكريم، وحفظ كرامة حملته من أئمّة وقرّاء.
وتدعو الجمعيتان السادة الأئمّة وسائر المهتمّين بالشأن الديني إلى:
ـ الانطلاق في حملة وطنية تحت شعار “احفظوا ما تيسّر من القرآن” (جزء عمّ)، حتّى يشترك التونسيون في حفظ هذا النصيب من القرآن الكريم، مع إقامة الدُّروس لتفسيره كاملا.
ـ إدراج ظاهرة “التطرّف الفكري” التي تستهدف مقدّسات الشعب التونسي ضمن منظومة الرّامية إلى النّيْل من دماء الشعب التونسي وأمنه.
قال تعالى: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)الإسراء:9