بيانات

بيــــان بشأن قرار غلق بعض المساجد

بيــــان

الجمعية التونسية للعلوم الشرعية

بشأن قرار غلق بعض المساجد

     على إثر ما شهدته البلاد من تداعيات خطيرة بعد الأحداث الأليمة في جبل الشعانبي ، وتوظيف بعض الأطراف الإعلامية والسياسية المغرضة لهذه الأحداث ، وعلى إثر القرار الّذي اتّخذه رئيس الحكومة في إطار خليّة الأزمة، والمتعلّق بغلق المساجد الخارجة عن إشراف وزارة الشؤون الدينية، فإنّ الجمعيّة التّونسية للعلوم الشرعيّة، تتوجه بهذا البيان لأصحاب القرار والرأي العام:
  1. تعتبر أنّ إغلاق المساجد في وجوه المصلين، وتعطيلها عن القيام بوظائفها الشرعية، في سابقة لم تعرفها البلاد في عهود الاستبداد  يدخل في الوعيد الوارد في قوله تعالى: “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم” البقرة : 114.
  2. ترى أنّه بموجب ما ورد في الدستور في فصله السادس(الدولة راعية للدين كافلة لحرية ممارسة الشعائر الدينية)، أنّ الدّولة مطالبة بحماية المساجد وعمارتها، لا غلقها ومنع الناس من إقامة شعائرهم فيها، وهي مطالبة كذلك بمحاسبة الخارجين عن القانون بالقانون لا بمعاقبة عموم المصلين ممّن لا ذنب لهم بمنعهم من حقّهم في ممارسة شعائرهم الدينيّة.
  3. تدعو الحكومة إلى التراجع عن موقفها من غلق المساجد، فإنّ الرجوع إلى الحق فضيلة وإرضاءٌ لله عزّ وجلّ، وذلك لا يمنعها من مطاردة الإجرام ومحاصرته في أي مكان كان.
  4. تبدي قلقها وتخوّفها من أن يكون التضييق على المساجد سبيلا إلى إضعاف الخطاب الديني ودوره التربوي والأخلاقي والاجتماعي …وحرمانه من المساهمة في تطوير البلاد والارتقاء بها، ومؤشّرا على عودة الممارسة الخاطئة تجاه الدّين ومظاهر التديّن.
  5. تطالب بضرورة التوقّف عن الحملة المغرضة التي تشنّها بعض وسائل الإعلام وترمي من ورائها شقّ صفّ المجتمع وزرع بذور الفتنة فيه ونشر ثقافة الكراهية والحقد، وتشويه صورة الأئمة والمساجد. كما تطالب الجهات السياسية وغير السياسية بمراعاة الاعتبار الديني وعدم الزجّ به في صراعاتهم، فالإسلام فوق الجميع ولا يمكن أن يخضع لوصاية أيّ جهة مهما كانت طالما أنّ هناك التزاما بتعاليمه وقواعده الشرعية بعيدا عن التعصّب والعنف.
  6. تذكّر بأن البلاد تحتاج إلى الوحدة والتماسك والتآلف للقضاء على الإرهاب لا إلى قرارات متسرعة لا تحلّ المشكل بقدر ما توتّر الأوضاع وتشيع الخوف في النفوس، وتشعر الناس بأنّهم مستهدفون في دينهم وتعاليمه وشعائره وأحكامه.
فِي بِيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُلِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ“النور36-38
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن الجمعية التونسية للعلوم الشرعية
الحبيب بن طاهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى